المرأة

كيف أضحت البحرين أنموذجاً في تمكين المرأة في كافة مناحي الحياة؟ تولي مملكة البحرين أولوية قصوى نحو حقوق المرأة وتمكينها، حيث برزت البحرين كدولة رائدة في تعزيز المساواة بين الجنسين، وذلك بفضل الجهود والخطوات التي اتخذتها المملكة في تحقيق المساواة وضمان حقوق المرأة في مختلف الميادين في المجتمع.

وبادرت البحرين بتأسيس المجلس الأعلى للمرأة، والذي يهدف إلى تمكين المرأة وصون حقوقها في مختلف المجالات ودعم دورها كشريك فاعل لبناء المجتمع. يوفر المجلس مجموعة شاملة من الخدمات، بما في ذلك البرامج التدريبية، وبناء القدرات، وبرامج التوعية، والتمكين الاقتصادي، والتمكين السياسي، والدعم القانوني، والتوجيه، والإرشاد الأسري.

ونتيجة لهذه الجهود، شهدت البحرين نمواً بارزاً في تمثيل المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية، مع زيادة نسبة تولي المرأة للمناصب القيادية في كل من القطاعين العام والخاص. ولتعزيز قدرات المرأة، تواصل مملكة البحرين الاستثمار في برامج التعليم والتدريب التي تزودها بالمهارات اللازمة للتميز في المجالات التي تختارها. إن حرص المملكة على بناء مجتمع متكامل وأكثر شمولية ومساواة يعكس التزامها بدعم حقوق المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين.

وتعتبر الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية مبادرة تاريخية تبناها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه عام 2013 لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع مجالات المجتمع. وتتضمن الخطة خمس ركائز أساسية تهدف إلى ضمان تحقيق الاستقرار الأسري في إطار الترابط العائلي، وتمكين المرأة من متطلبات القدرة على المساهمة التنافسية في مسار التنمية القائم على مبدأ تكافؤ الفرص، وإدماج احتياجات المرأة في التنمية بما يحقق لها فرص التميز في الأداء والارتقاء بخياراتها نحو جودة حياتها والتعلم مدى الحياة، وذلك من خلال التكامل مع الشركاء والحلفاء في العمل المؤسسي. وتعكس الخطة دور المجلس الأعلى للمرأة باعتباره بيت الخبرة الوطني المتخصص في شؤون المرأة.

تولي مملكة البحرين أهمية بارزة للتكنولوجيا في العصر الحديث، وقد اتخذت خطوات مهمة نحو تعزيز محو الأمية الرقمية للمرأة. لذلك، أطلق كل من القطاعين العام والخاص مجموعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى سد الفجوة الرقمية بين الجنسين وتمكين المرأة بالمهارات التقنية اللازمة. وقد تم الإشادة بجهود المملكة على المستوى الدولي، إذ احتلت البحرين المرتبة الأولى في المؤشرات الفرعية لمؤشر للإنترنت الشامل لعام 2022 (الإنجليزية فقط)، والذي يسلط الضوء على جهود الدول في الإدماج الإلكتروني للمرأة، والتدريب على المهارات الرقمية. كما تتبوأ مملكة البحرين مكانة رائدة دولياً في مجال إدماج المرأة في التكنولوجيا، وينعكس ذلك في مبادرات متعددة مثل مبادرة "المرأة في التكنولوجيا المالية"، التي يدعمها المجلس الأعلى للمرأة.

كما أطلق المجلس في عام 2020 النسخة الثانية من برنامج الإرشاد الوطني للمرأة البحرينية "الإرشاد الإلكتروني"، والذي يهدف إلى تزويد المرأة المتقاعدة والباحثة عن عمل والخريجات ورائدات الأعمال بأحدث المعلومات والمستجدات من خلال ورش عمل تفاعلية حول أهم المعارف، والمهارات، والخبرات النظرية، والمهنية. وأطلقت مملكة البحرين برامج أخرى مثل برنامج تنمية الكوادر التقنية، والتي تهدف إلى تنمية المهارات والقدرات التقنية للشباب البحرينيين وخلق فرص عمل لهم لتعزيز مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأظهر البرنامج نسبة عالية من مشاركة المرأة بنسبة بلغت 75%.

تعتبر مملكة البحرين رائدة في القيادة النسائية وتمكين المرأة لتولي أدوار قيادية في مختلف القطاعات. وإيماناً منها بإمكانات المرأة الهائلة والمتعددة، نفذت حكومة مملكة البحرين سلسلة من المبادرات الرامية إلى كسر الحواجز ودعم تمثيل المرأة في المناصب القيادية. ونظراً لإنجازات المرأة البحرينية التي حققتها، وجهود المملكة في تمكين المرأة، فقد صنف مؤشر المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2022 الصادر عن البنك الدولي، مملكة البحرين بدرجات أعلى من المتوسط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يغطي المؤشر 190 اقتصادًا ويتمحور حول تقييم القوانين والأنظمة التي تؤثر على دورة حياة المرأة العاملة. وقد حصدت البحرين على درجة كاملة في القوانين التي تحمي أجور المرأة وتخفف القيود المفروضة على النساء اللواتي يرغبن في ريادة الأعمال، مما يعكس التزام البحرين بتكافؤ الفرص للمرأة.

وتحتفل مملكة البحرين في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية، وذلك احتفاء بمساهمات المرأة البحرينية وتكريماً لعطاءها في تشكيل هوية مجتمع متحضر يتطلع للمستقبل، ويسعى إلى الحفاظ على مبادئ المساواة في عملية التنمية الوطنية. ومن حيث التحصيل العلمي، فقد احتلت مملكة البحرين المرتبة 54 من أصل 146 دولة في تقرير الفجوة بين الجنسين لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (الإنجليزية فقط)، كما أظهرت دراسة أخرى (الإنجليزية فقط) أجريت في عام 2021 أن 63٪ حملة شهادات الدراسات العليا في البحرين كانت من نصيب النساء. وتعكس هذه الإنجازات جهود البحرين في توفير فرص متساوية للمرأة للتميز في تعليمها وحياتها المهنية.

ومن جانب آخر، فقد ازدادت مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية والبلدية في مملكة البحرين في السنوات الأخيرة، حيث شاركت 48% من النساء بأصواتهن في انتخابات نوفمبر2022، وتعكس هذه الزيادة حرص المملكة على المشاركة السياسية للمرأة وخلق مجتمع أكثر إنصافا وتنوعا، ويسعى لتمكين المرأة بأن يكون لها دوراً محوريا في دفع عجلة التنمية.

وقد اتخذت مملكة البحرين خطوات مهمة نحو ضمان رعاية ورفاهية الأمهات والأطفال، مما يعكس التزامها بصحة الأم والطفل. وأنشأت الحكومة نظاما بارزاُ للرعاية الصحية يوفر خدمات طبية عالية الجودة وسهلة الوصول إليها، مع إعطاء الرعاية قبل الولادة، والتثقيف الصحي للأمهات، وبرامج التحصين، أولوية قصوى لضمان النمو السليم للرضع ورفاهية الأمهات الحوامل.